إسلي وتيسلت بحيرتان من أروع البحيرات بشمال أفريقيا؛ تحفتان طبيعيتان بمعنى الكلمة تتربعان على ارتفاع يفوق 2200 م حيث يمكن استكشاف عجائب إملشيل الخفية.
تعود تسمية البحيرتين إلى متحابين تناقلت الأجيال قصة عشقهما الممنوع عبر التاريخ، وهو الحب الذي يحتفي به موسم الخطوبة بإملشيل كل سنة.
جنة الجوّابين والمتجولين
يقع المكان على مسافة 20 كلم من إملشيل، ويمكن الوصول إليه عبر طريق معبدة؛ أو على الأقل حتى بحيرة تيسليت، وأما بحيرة إسلي فتبعد بـ 10 كلم عن الطريق والطريق إليها غير معبدة ومليئة بالحصى.
ولذلك فإن المرافق تقع جهة البحيرة الصغيرة تيسليت، التي تمتد على مساحة 1,3 كلم² ويصل عمقها حتى 27 م. ويوجد على ضفة البحيرة مخيم يتيح للزوار الاستمتاعَ بالمنظر الطبيعي واستكشاف المناطق الطبيعية المجاورة بكل سهولة.
وأما بحيرة إسلي، فتبلغ مساحتها 2,55 كلم²، ويصل عمقها حتى 95 م؛ ويبدو ماؤها الصافي كمرآة عملاقة تنعكس عليها قمم الجبال المجاورة المغطاة بالثلوج، وذلك ما يجعل نور الشمس يسطع بشكل لا مثيل له. ولعل كل هذه الروعة تغري الهواة بالتقاط صور مناظر تحبس الأنفاس.
لقد أضحى زوج البحيرتين هذا ملاذ الزوار الذين ينشدون الاستجمام والتجوال على الأقدام. ويحتضن كل سنة موسم الخطوبة الشهير الذي يحيي ذكرى أسطورة إسلي وتيسليت.
أسطورة عشق ممنوع
إنها قصة حب بين « تيسليت » من آيت يعزة و « إسلي » من آيت براهيم، غير بعيد من عين تقع بين القبيلتين المتنافستين. وتروي الأسطورة أن حبهما كان صافيا مطلقا، لا طاقة لهما للعيش متباعدين. ومع ذلك، رفضت القبيلتان زواجهما. فاضطر العاشقان المعذبان، روميو وجولييت الأمازيغيان، إلى الهروب، فصعدا الجبل ليبكيا خيبتهما. وتقول الأسطورة أن دموعهما كانت من الغزارة بحيث فاضت طوفانا وظهرت بحيرتان، إسلي وتيسلي. وانتهى المطاف بالحبيبين أن هلكا من شدة ألمهما. وعلى إثر هذه المأساة، قررت القبيلتان، متأثرتين بما حدث، أن تتركا للشبان والشابات، من الجانبين، حرية الاختيار.
ملاحظة للمُخيِّمين : يُروى كذلك أن إسلي وتيسليت، يخرجان في كل ليلة من بحيرتيْهِما ليلتقيا.
منشأ البحيرتين وطبيعتهما لا يزالان موضوع جدال. فالفرضية الأولى تقول أن بحيرتي إسلي وتيسليت هما فوهتان صدميتان (نيزكيتان) نتيجة اصطدام نفس النيزك الذي قد يكون انشطر عند دخوله غلاف الجو الأرضي، قبل 40 مليون سنة. وقد اكتُشفت شظايا هذا النيزك على طرفي البحيرتين.
وأما الفرضية الثانية فتفند سابقتها وتؤكد بأن بحيرة إسلي نتجت عن نزح تكتوني بسبب طبيعة الأطلس الكبير الشرقي الكلسية التي تشكلت خلال العصر الجليدي المتوسط (العصر الحديث الأقرب أو البليستوسني) والأخير (قبل أكثر من 100 مليون سنة).