في أعلى وادي درعة، نحت الوادي عبر آلاف السنين حفرة في قلب جبل صاغرو، تنبع منها اليوم شلالات تيزكي الرائعة. وقد اشتهر المكان الواقع على مسافة 80 كلم تقريبا من ورزازات ببرودته المنعشة وبهاء المناظر المحيطة به.
شلالات تيزكي محفوظة بشكل جيد، وتسودها السكينة والهدوء، ولذلك فهي ملاذ المتنزهين نهارا والمخيِّمين ليلا تحت ضوء النجوم. وهي للجوّابين محطة مُنعشة بعد قيظ التجوال بالنواحي.
ملاذٌ عليلٌ
الطريق إلى تيزكي طويلة وسهلة نوعا ما عبر التلال الملتوية والوادي الجاف المؤثث بالصخور المتناثرة على طوله. منظر معدني، يذكر بسطح القمر، ولا يُنبئ أبدا بتلك الجنة المخفية في نهايته.
عند الشلالات، هناك درج حجري يؤدي إلى ضفة الوادي. وهنا يجد عشاق الطبيعة العذراء ضالتهم وسط الماء والخضرة، بعيدا عن صخب باقي المناطق السياحية.
تحيط بالشلالات البهية أشجار النخيل والكَرمات، وينساب الشلال على الصخر الصلد ليصب في صهريج طبيعي بديع. ثم يواصل الماء جريانه وسط المضايق التي تحفها أشجار الدفلى من كل جانب، ليسقي الكساء النباتي الزاهي. وقد يحدث أن ينحبس الماء بين الجدران الصخرية مكونا أحواضا طبيعة يمكن السباحة فيها والغطس فيها من أعالي المرتفعات المجاورة. ومن أعلى الأجراف، يتجلى منظر خلاب بألوانه البهية.
يمكن الوصول إلى شلالات تيزكي من سد المنصور الذهبي عبر وادي درعة. فهناك، يتوقف الجوّابون لأخذ قسط من الراحة قبل أن يواصلوا مسيرهم إلى أكدز. وفي الصيف، عندما يضعف صبيب الوادي، يقطعون عبر قاع الوادي الذي تتناثر فيه الأحجار الكبيرة الزاهية بألوانها الزهرية والخضراء.