على بعد 50 كلم من أرفود، تتبدى قرية مرزوكة التي طبقت شهرتها العالم بفضل تلال عرق الشبي المعروفة بتلال مرزوكة الرملية. الوصول إليها يسير ويفسح المجال لخوض مغامرة وجدانية فريدة وحافلة.
تتنوع الأنشطة المقترحة بالموقع السياحي وكذلك إمكانيات الأسفار والرحلات والمبيت تحت خيام الطوارق المهيئة بين أكناف التلال الرملية.
أجواء بديعة متباينة الأطياف
قد يصل ارتفاع تلال مرزوكة الرملية أحيانا إلى 150 م، ومن أعلاها تظهر طبيعة عذراء فاتنة، وكثبان رملية على مرمى البصر، تتغير أشكالها مع تغير الريح.
تلتحف البنايات الرملية بلون أصفر أو أحمر يتدرج طيلة النهار. فعند الظهيرة، تكون الشمس عمودية فتمحو التضاريس وتبدو المناظر صفراء. وعلى العكس، في الصباح وقُبيْل الغروب، تميل أشعة الشمس فتبرز الظلال التي تعمّق التباين، وتكسو التلال بلون برتقالي ناعم أخاذ. وأما منظرا الغروب والشروق فتعجز عن وصفهما الكلمات.
بالإضافة إلى الكثبان والتلال الرملية، هناك ضاية سريجي الجذابة التي تتوقف عندها أجناس متنوعة من الطيور المهاجرة، منها على الخصوص طيور النحام الأكبر، وهي طيور وردية لها أسماء عديدة منها الفلامينكو. ومن البحيرة، تُلتقط صور الكثبان الرملية المشهورة.
وفي المساء، تكسو الكثبان ألوان داكنة، لتتألق القبة السماوية بدورها. السماء هنا منيرة بنجوم يضاهي عددها عدد حبات رمال الكثبان. ثم يبدأ احتفال إشعال نار المخيم على أنغام الفرق الفولكلورية وأهازيجها.
أنشطة متعددة ومتنوعة
إن كثبان مرزوكة مواتية للاسترخاء والاستجمام والسكينة، وهي تنطوي على نداء خفي لاستكشاف مناظر خلابة. وهي المكان المثالي لتجربة مشاعر قوية من خلال أنشطة غير معهودة.
يُفضل مزاولة هذه الأنشطة القوية بمرافقة مهني محلي. ونسرد فيما يلي 9 أنشطة مقترحة بعين المكان :
– قضاء ليلة بين الخيام والاستمتاع بمشاهدة عروض فولكلورية وتذوق أطباق محلية، ثم النوم تحت ضوء النجوم؛
ـ التنزه على متن الجمال على طريقة الطوارق؛
ـ أخذ حمام رمل أو ما يسمى بالعلاج بالرمل؛
ـ مراقبة غروب الشمس من أعلى الكثبان الرملية وتأمل تدرج ألوان الغسق؛
ـ التجول مشيا على الأقدام بين الكثبان وفي نواحي القرية؛
ـ الخروج في جولات على متن العربات الخفيفة (quad, buggy)؛
ـ التزلج على الكثبان الرملية (Sandboarding) ؛
ـ التزلج الشراعي (Kitesurf)؛
ـ الطيران المظلي فوق عرق الشبي.
كما تنطلق من مرزوكة رحلات على متن سيارات رباعية الدفع 4*4 لاستكشاف النقوش الصخرية التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ بمنطقة الطوز ومناجم امفيس التي تختزن الكوارتز والكحل، والباريت والنحاس، على بعد 11 كلم من القرية.
جذب هذا الموقع السياحي إليه سياحا من العالم بأسره خلال عقود، وكان مسرحا لعدة تظاهرات وديكورا لعدة أفلام، مثل فيلم لورنس العرب سنة 1962، وفيلم المومياء سنة 1998، وفيلم Le légionnaire سنة 1997. وتستقبل كل سنة ماراثون الرمال، لحاق مرزوكة، ومهرجان مرزوكة الدولي لموسيقى العالم.