لا شك أن هواة السينما سيجدون ضالتهم إذ ستُتاح لهم فرصة رؤية ديكورات أفلام حقيقية مثل فيلم « غلادياتور ». فإذا كنت شغوفا بالسينما أو ينتابك فضول الاكتشاف، فإن متحف السينما بوارزازات يستقبلك بذراعين مفتوحتين.
حسنا : إن الجنرال ماكسيموس ديسيموس (راسل كرو)، بطل فيلم « غلادياترو »، لم يصارع نمورا حقيقية على الحلبة. فتصوير مشاهد الفيلم تم بالكامل بالاعتماد على مواد وطرق بناء محلية من طرف فُرق الفيلم، قبل أن تخضع للمعالجة على الحاسوب. هذا بعضٌ قليل مما ستكتشفه وأنت تتجول بمتحف السينما بوارزازات.
كان شارلين شابلين يقول « ليس الواقع هو أهم ما في الفيلم، ولكن ما يمكن للخيال أن يصنع به ». وعند دخول المتحف، ستكتشف ديكورات استُخدِمت لتمثيل عدة مشاهد من الفيلم صُوِّرت في قلب المدينة. فالبنايات تبدو حقيقية مع أنها كلها مبنية من الجبص. وأنت تطوف بغرف المتحف، لا تملك إلا أن تتخيل نفسك ممثلا أنت أيضا.
يوظف المتحف فيلم « علاء الدين 2 »، لمخرجه « ليونيل ستيكيتي »، سنة 2018، حيث نجد فيه بيتا فرعونيا. وهناك ديكورات أخرى تُحيل إلى حقبة اليونان القديمة تجسد نسخة طبق الأصل عن لساحة بيت يوناني قديم. وقبل أن تغادر، عرّج على قسم « القرية » كيف تكتشف السوق التقليدية ونسخة قرية يوسف (2003).
وفي قاعة العرض التي تختزن ذاكرة الشاشة الكبيرة، تعرف على تاريخ الفن السابع عبر تسلسله الزمني. وفيه ستكتشف أكثر من عشرة آلاف من أثواب التمثيل، والأكسسوارات التي اقتُنِي أغلبها على إثر تصوير أفلام كبرى بوارزازات، قطع تحكي تاريخ السينما وتشهد عليه.
الاستوديو الإيطالي القديم
شُيِّد المتحف سنة 1982 على يد مجموعة من المهندسين المعماريين الإيطاليين على مساحة هكتارين، وذلك لأجل تصوير الإنتاجات السينمائية التي تدور أحداثها في التاريخ القديم، وخاصة قصص الإنجيل. وهو يقع قبالة قصبة تاوريرت الفخمة المعروفة، ودُشِّن كمتحف وطني للسينما سنة 2017. وهو اليوم « ذاكرة حية » تشهد على تنوع تاريخ السينما بإقليم وارزازات وثرائه.
لويس لوميير وأوغست لوميير، المعروفان بالأخَوان لوميير (Les frères Lumière)، هما مهندسان وصناعيان فرنسيان لعبا دورا رئيسيا في تاريخ السينما والتصوير الفوتوغرافي. وفي سنة 1897، قدِم فريق تابع للويس لوميير إلى المغرب لتصوير مشاهد من فيلم تحت عنوان « الفارس المغربي ـ Le chevrier marocain). ولعل ذلك يؤكد أن تاريخ السينما بالمغرب، وبوارزازات على الخصوص، ضارب في القدم، وأنها كانت ديكورا طبيعيا لتصوير الأفلام منذ فجر الفن السابع.