تقع تلال عرق الشكاكة الرملية على بعد 50 كلم غرب امحاميد الغزلان. وهي عبارة عن حقول من الكثبان الرملية الممتدة على مساحة 600 م² ، والتي قد يصل علو بعضها إلى 70م.
« تلال الشكاكة » كما تُلقب، هي وجهة سياحية بامتياز، ولا يمكن الوصول إليها إلا على متن سيارات رباعية الدفع (4*4) أو على ظهور الجمال أو مشيا. ولذلك قلّما يتردد عليها السياح كما هو حال نظيرها عرق الشبي حيث تلال مرزوكة بتافيلالت. وتتيح طبيعتها العذراء شبه الخالية عيش تجربة فريدة تماما غير مألوفة البتة، في مناطق شبه صحراوية نائية.
كنز طبيعي مكنون
إن الطريق من امحاميد الغزلان إلى تلال الشكاكة محفوفة بالمخاطر وصعبة للغاية. ومع ذلك، فجمالها يستحق عناءها. فعندما تصل هناك، تكتشف موقعا خلابا ينسيك وعثاء السفر ومكابدة الطريق.
تلمع كثبان الشكاكة نهارا كأنها سراب وهي مترامية الأطراف تمتد على مرمى البصر. ويُشكل الديكور الطبيعي العظيم المترامي على مسافة 40 كلم والمفتوح على مصاريعه منظرا مثاليا لالتقاط صور باهرة. ويسود الصمت والسكون، بين الكثبان، وترسم الرمال لوحات وأشكالا تجريدية بألوان يمتزج فيها لون الرمال الذهبي بزرقة السماء.
وعند حلول الليل، يتغير المنظر. فتضيئ السماء بنجوم لا حصر لها، وتكاد تلامس ظلال التلال في مشهد أخاذ يوحي بالتأمل في بديع الكون، عندها تحل الاحتفالات، وتُشعل نار المخيم، في أجواء لا تُنسى. ثم يأتي موعد الشروق ليختم هذه المغامرة ويحفر في نفوس الزوار ذكرى لن يمحوها الزمن.
لخوض ملء هذه المغامرة والتمتع بكل تفاصيلها، لابد من رفقة مرشد محلي. ستجد عدة متعهدي رحلات بزاكورة وامحاميد الغزلان لهذا الغرض. ولا تنسَ التزود منهم مسبقا بجميع المعلومات وحجز الخيام والأنشطة.
ولكي يكون الاستمتاع برحلة تلال الشكاكة على أتمه، هناك مجموعة من الأنشطة المقترحة، ثقافية ورياضية بعين المكان : منها الرحلات مشيا على الأقدام، والرحلات على ظهور الجمال أو سيارات 4*4، فضلا عن حمام الرمل، والتدليك بالرمل، والعروض الفلكلورية، وتذوق الأطباق المحلية … ولم لا الاستفادة من دورات في التزلج على الرمال.
تقطع الصحراءُ الكبرى القارةَ الإفريقية من غربها إلى شرقها. وهي تمتد على 5000 كلم من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر مرورا بالمغرب وموريتانيا، والجزائر، وتونس، والنيجر، وتشاد، ومالي، وليبيا، والسودان، ومصر. وعلى عكس ما تروج له بعض وسائل الإعلام، فإن العروق أو الصحراء الرملية لا تمثل سوى 20 % من مساحتها. والباقي، 80%، هو عبارة عن جبال، وهضاب صخرية تسمى الحمادات والرّقّ، وهي سطوح صحراوية مغطاة بفتات صخري.
ونجد في جنوب المغرب عدة عروق صغيرة غير عرق الشكاكة وعرق الشبي. ومنها على سبيل المثال وليس الحصر : عرق الزنيكي، والسمر، والزهر، وليهودي، وأزيفال، ومغيتي…
جميع الحقوق محفوظة 2024 تتم إدارة هذا الموقع من طرف المجلس الجهوي للسياحة درعة تافيلالت
