في القديم، كانت تسكن بمدينة وارزازات العتيقةعائلات أمازيغية، وعربية ويهودية، واليوم تستحق أزقتها الجميلة الوقوف عندها.
يرتبط تاريخ قصر تاوريرت ارتباطا وثيقا بتاريخ قصبة تاوريرت. وقد كانت المدينة العتيقة التي شُيِّدت في القرن 17 على ضفة وادي وارزازات الشمالية قلعةً حقيقيةً تسيطر على الطريقين المؤديتين إلى الشرق (نحو تافيلالت)، وإلى الجنوب (نحو وادي درعة).
اُدخل المدينة من بوابتها الرئيسية، لتجد نفسك، في رحلة عبر الزمن، في فترة القبائل الأمازيغية، والعربية والجماعات اليهودية ! وعند وصولك إلى المدينة العتيقة، ارفع ناظريك كي تجد نفسك وجها لوجه قبالة تحفة فريدة من تحف الفن المعماري الأمازيغي : إنها قصبة تاوريرت !
من يصدق أن القصر بأكمله بُني من الطوب اللبِن (مزيج من التربة والقش المجفف في الشمس)؟ ولنا أن نتساءل كيف أن الجدران المبنية من التراب والتبن لا تزال شامخة حتى يومنا هذا بعد كل تلك القرون؟
لا تتردد في التوقف لتأمّل الكنيسة اليهودية; والتجول بين أزقة القرية وطرقاتها ! لقد كانت هذه القرية هي القرية الأمازيغية، قرية الفلاحين أو المزارعين أو الخادمين، التي تطل عليها القصبة، وعلى جانب الوادي، كانت قرية الصناع الحرفيين اليهود وأصحاب الحوانيت.
وعلى الطريق المنحدرة من القرية نحو الواحة، ستمر بجانب بيوت مبنية من التراب، والتبن، والجير، إنها المدينة العتيقة، وبعدها ستجدك أمام مجموعة من البازارات
إنك أثناء زيارتك المدينة العتيقة، تكتشف موقعا فريدا بجهة درعة ـ تافيلالت. وحواليك، سترى بنّاءين، قدِموا من كل أنحاء الجهة، وهم منهمكون في عملهم بكل حيوية ونشاط.
يخضع قصر تاوريرت لمجموعة من أشغال الترميم والتثمين، على يد عمال محليين مؤهلين ومتمرسين، في احترام تامّ للهندسة المعمارية المحلية للقصر.
إن هؤلاء الحرفيين يعملون بجد، كل يوم، على إعادة المدينة العتيقة رونقها الغابر.