يعود استغلال المناجم بجهة درعة تافيلالت إلى زمن بعيد نظرا لما تزخر به تربتها من معادن نفيسة، مثل الحديد والفضة، والمانغنيز، والذهب، والرخام، … ومن بين هذه الثروات المعدنية هناك أحجار الجَمَشت (أماتيست)، وهي أحجار كريمة يجتهد قناصو المعادن النفيسة في التنقيب عنها في العالم كله.
صار هذا السعي الدؤوب وراء الأحجار الكريمة بنواحي وارزازات جزءا لا يتجزأ من المسارات السياحية المقترحة لاكتشاف المنطقة، ضمن جولات على آثار الأماتيسيت؛ مغامرةٌ ممتازة، ثقافيةٌ ورياضية وعلمية في نفس الوقت، استمتع بخوضها مع عائلتك !
حمى الذهب البنفسجي
تنطلق المغامرة من قلب وارزازات، وتتواصل عبر الهضبة الممتدة بين الأطلس الصغير والأطلس الكبير. فبعد عبور الهضبة والوديان، تعرج الطريق كي تصل إلى فج على ارتفاع 2500 متر، يطل على سهل وارزازات وبحيرتها. هنا نصل إلى قريتي تيغرت وتيليوين، الواقعتين 60 كلم شمال وارزازات. وهما النقطتان الرئيسيتان اللتان تنطلق منهما الرحلات إلى وادي أحجار الأماتيست.
من مقدمة الأطلس الكبير، ينطلق الجوّابون لاستكشاف الأحجار الأرجوانية، وهم يجوبون الوادي ويغوصون في مناظر خلابة غنّاء تمتزج فيها الألوان الساحرة؛ بل ويمكنك أن تستكشف المنطقة على متن دراجة رباعية (quad). ويُفضل الاستعانة بمرشد مُرخص حتى تستمتع برحلتك على أكمل وجه.
المعدات المتوفرة للاستكشاف بسيطة وبدائية ولكنها فعالة لمساعدة المستكشفين الهواة على إنجاز مهمتهم. ويجري البحث عن الأحجار الدقيقة داخل المغارات والمناجم القديمة الخارجة عن الخدمة كذلك. تستغرق الرحلة الاستكشافية نصف يوم، على الأقدام أو على ظهور البغال، ولكن اعلم أن هذه الرحلة هي أبعد ما تكون عن رحلة استجمام! ذلك أن فارق الارتفاع يصل 350 م والطريق وعرة وكثيرة الحصى مما يجعل عملية الاستكشاف مهمة غير سهلة. ولذلك يجب التحلي بالجَلَد وحس الملاحظة من أجل رصد الأحجار.
ثم يعود الجوّابون إلى القرية التي انطلقوا منها، بعد رحلة المشي، بكنزهم الذي جمعوه من أحجار الأماتيست والمنغنيز والمستحاثات…، وهناك يستمتعون بوجبة غذاء لذيذة محلية في أجواء فريدة تغني تجربتهم الإنسانية.
الجَمشت (الأماثيست) هو حجر بلوري معروف جدا يجتهد هواة المعادن في اقتنائه، ويعود هذا الشغف به إلى ألوانه الفريدة وقدرته، حسب الاعتقاد السائد، على نشيط الذهن والوجدان. ولونه البنفسجي الساحر يجعله رمزا للسكينة والحكمة. ويتميز هذا الحجر الذي ينتمي لعائلة أحجار الكوارتز بألوانه التي تختلف حسب جنس المعدن على عكس الكوارتز الطبيعي الذي لا لون له. وأما لون الأماثيست فيعود إلى احتوائه على نسبة عالية من الحديد.
الأماثيست حجر كريم نجده يزين الحلي الملكية ومن ضمنها مجوهرات التاج الملكي البريطاني.