تتميز سكورة بقصباتها المبنية بالطوب، وبعضها لا يزال في حالة جيدة بفضل الصيانة الدؤوبة. وتظل قصبة أمريديل فريدة متمتيزة عن باقي القصبات بمساحتها وجمالها.
تقف قصبة أمريديل شامخة منذ عدة قرون معبرة عن تشبث العائلة المالكة بهذا الكنز المعماري الأمازيغي. ويعود بناء القصبة إلى نهاية القرن السابع عشر على يد محمد الناصري السكوري، أحد أحفاد سيدي محمد بناصر مؤسس الزاوية الناصرية بتمغروت، الذي عُرف بعلمه وأدبه. وكانت القصبة في البداية تؤوي جماعة صغيرة تعلم مبادئ الإسلام والقرآن. ولعلك ستلاحظ ذلك خلال زيارتك عندما ترى أن هندسة القصبة تخصص جناحاً كاملا للطلبة وقاعة للصلاة.
إن جمال المكان وحده يوحي بثراء هذه القصبة. وسواء زرتها وحدك أو رفقة دليل، فستحزر المزيد من بعض القواعد التي كانت تنظم الحياة الجماعية هنا قبل 300 سنة. فكل عتبة بيت لها وظيفتها الخاصة. ولعلك عند زيارة الفناء الداخلي والغرف الخاصة ستفهم أكثر الهندسة المعمارية حيث يخصص الطابق الأرضي للماشية، والطابق الأول للخدم والمطبخ والمخزن، وأخيرا يختص القايد وضيوفه بالطابق الأخير. ويصل عرض الجدران المبنية من الطوب 1,20 متر عند القاعدة و30 سنتم في الطابق الأخير، وهي تقنية تعزيز تتفرد بها الهندسة المعمارية المعتمدة على الطوب.
تزهو واجهة القصبة بزخارفها الغنية المتقونة وبجمالها الأخاذ، وفي داخلها هُيِّئ متحفٌ لعرض الألبسة التقليدية، والقطع النقدية الذهبية والمخطوطات. وسترى كذلك الآبار القديمة، وأفران الخبز بل ومعاصر الزيتون. جُل على مهلك بين غرف هذه القلعة البديعة وشرفاتها، حيث كل شيء يجذبك ويشد اهتمامك.
وأما على سقف القصبة، فتنتصب مِزوَلة (ساعة شمسية) قديمة كانت مهمتها الأساسية هي تحديد أوقات الصلاة من طلوع الشمس إلى غروبها. وفي آخر النهار، تتبدى ألوان الشمس ساعة غروبها في أبهى حلة حيث تسدل أشعتها على واحة سكورة كلها في منظر خلاب !
معلومة صغيرة : نوافذ قاعة الصلاة الخمسة ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة : الشهادة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج.