قصبة تاوريرت، موقعٌ تراثي أصيل بمدينة وارزازات، مدرج ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني من طرف اليونيسكو. وإذا كانت بناية القصبة تبدو باهرة من الخارج، فهي لا تقل بهاء من الداخل، لذلك لابد من التوقف عندها لاكتشاف كنوزها المعمارية!
إن زيارتك قصبة تاوريرت فرصة أيضا لاكتشاف كنوز معمارية أمازيغية أخرى كثيرة. فما أن تطأ قدمك عتبة البوابة الرئيسية، حتى تجد نفسك في باحة القصر الداخلية، رحبة حقيقية لعرض حفلات غناء ورقص أحواش. فهنا، كانت تُقام الاحتفالات قديما.
واليوم كذلك، لاتزال حفلات أحواش الفاخرة تُنظم هنا على شرف الضيوف المحليين أو الأجانب العابرين من الجهة، وفي كل سنة، تستقبل القصبة بهذه الباحة المهرجان الوطني لفنون أحواش.
والآن، ارفع عينيك! أنت الآن قبالة أبراج مربعة الشكل مزخرفة برسوم بارزة ونوافذ منحوتة، بُنيت من مزيج من التربة والقش المجفف في الشمس والجير، وزُيِّنت بأشكال هندسية بسيطة ومرتبة.
عندما تدخل القصبة، تسلك متاهة من الأروقة والغرف. فقد كانت القصبة تضم حوالي 300 غرفة. ومع مرور الوقت وتوالي الأحداث التاريخية وبفعل الناس، طرأت تغييرات كثيرة على التصميم الأصلي. ولم تبقَ إلا بعض الأجزاء التي لا تزال شاهدةً على عظمة هذا البناء، ولا يمكن زيارة إلا جزء منه فقط مثل غرفة استقبال الضيوف المبنية على النمط الحضري، وغرفة الأكل والغرف الخاصة. وعلى عكس الزخارف الخارجية البسيطة، يزخر داخل القصبة بأشكال الجبس المصبوغ والزليج على الجدران، وسيقان شجر الدفلى الملتفة على الطريقة الطاطاوية، وألواح الأرز المنحوتة لتشكيل الأسقف.
إذا صعدت الدرج، تصل إلى سطح القصبة، لتمتع ناظريك بإطلالة ساحرة على الواحة ومدينة وارزازات، فيما ستنبهر إذا ألقيت نظرة إلى الأسفل، على أشجار النخيل والوادي !
يمكنك اكتشاف قصبة تاوريرت بكل حرية برفقة مرشد أو ضمن خرجة دراسية، ولا تفوّت الفرصة كي تطلع أكثر على تقنيات الهندسة المعمارية في القرن السابع عشر.
حوّل القائد الكلاوي جزءا من قصر تاوريرت إلى قصبة بديعة أقامت فيها عائلته حتى سنة 1956 م، تاريخ استقلال المغرب. وفي سنة 1972، اشترت بلدية وارزازات قصبة تاوريرت.