تقع منحوتات آيت واعزيق على مسافة 120 كلم شمال زاكورة و20 كلم من قرية تازارين. وهي تعد من أهم مواقع المنحوتات الأركيولوجية وأكثرها جاذبية في المغرب. فنقوشها تعود إلى العصر الحجري الحديث (بين 7000 إلى 3000 سنة ق.م)، وتمثل مشاهد من الحياة اليومية في منطقة غنّاء كانت فيما مضى تكسوها غابات السافانا. التجول في هذا الموقع يعني السفر إلى زمن ما قبل التاريخ تشهد عليه نقوش أصيلة لا يزال يلفها الغموض.
يزخر موقع آيت واعزيق بآلاف الأحجار المُسطحة المتناثرة على عدة هكتارات. وتزينها صور نُقِشت إما بحز الصخرة أو صقلها، وهي نقوش ذات دقة عالية، أغلبُها يصوّر الحيوانات التي كانت شائعة آنئذ وهي الفيَلة والظباء، ووحيد القرن، والزرافات والسِّنَّوْرِيَّات (الهِرِّيات أو القططيات). كما يُلاحظ بها أيضا نهر، وأدوات، وبعض الأشكال المختلفة. وتشهد هذه النقوش على مرحلة متقدمة من الاستقرار (التوطين) وتحكم نسبي في التقنيات الزراعية.
موقع ساحر
للوصول إلى هذه المنحوتات الصخرية، يجب سلوك طريق معبدة ولكنها ملتوية تقطع أخدودا كانت تجري فيه مياه النهر الذي كان يخترق المنطقة آنذاك. وهي تقع أعلى تلةٍ تطل على منظر خلاب. وهناك، يوجد مرشد / حارس عالمٌ بشِعاب المنطقة وبيئتها يشرح المشاهد الصخرية بطريقة مُبسطة وتربوية.
ولعل أفضل طريقة لزيارة موقع النقوش الصخرية هو إدراجه ضمن رحلة تشمل المنطقة بأكملها، فهي تزخر بجواهر أخرى تستحق المشاهدة مثل واحة الزَّعلو.
حقبة ما قبل التاريخ بالمغرب تشمل فترةً زمنية تُقدر بحوالي مليونيْ سنة، تبدأ في حقبة تميزت بوحيش بري وبحري غزير ومتنوع، وتنتهي في فجر التاريخ، قبل حوالي 3000 سنة ق.م.
إن أقدم مستحاثات الإنسان العاقل المعروفة في العالم حتى اليوم هي تلك التي بموقع جبل إرهود غير بعيد من مدينة آسفي. ولعل المغرب هو صاحب الرقم القياسي من حيث أقدم آثار الحلي البشرية المعروفة مثل قواقع الصدفيات المثقوبة والملونة لصنع عقد زينة. وتعود الحلي المُكتشفَة في مغارات تافوغالت، غير بعيد من مدينة بركان، إلى ما قبل 82000 سنة.
تزخر جهة درعة تافيلالت بعدة مواقع نقوش صخرية أخرى، منها تلك التي تقع في نواحي آيت واعزيق (أواغلوت، تامصلوحت، أنو ن أوامرزملال). والحقيقة أن هذه المواقع كلها هي جزء من منطقة جغرافية أوسع، تؤوي منحوتات صخرية، وتمتد من جهة فكيك وتشمل الأقاليم الصحراوية، وشبه الصحراوية والأطلس.
جميع الحقوق محفوظة 2024 تتم إدارة هذا الموقع من طرف المجلس الجهوي للسياحة درعة تافيلالت
