يقع قصر الخُربات على مسافة 50 كلم شرق تنغير في وادي تودغى السفلي. وقد أصبح القصر الذي يعود بناؤه إلى عدة قرون يتمتع بجاذبية سياحية قوية تندرج ضمن برنامج السياحة البيئية للمنطقة. فقد حُوِّل جزء من القصر إلى متحف، وورشات حرف تقليدية فضلا عن مأوى يقدم تجربة فريدة لنزلائه : قضاء ليلة في غرف أبدع مصمموها في تهيئتها بشكل يحافظ على روح القصر الأصيلة.
بالإضافة إلى الأهداف الاجتماعية والاقتصادية، يرمي المشروع إلى توظيف السياحة البيئية في حماية التراث المعماري والتاريخي المتجسد في القصْبات.
تجربة فريدة جدا
في قلب القرية المُحصنة هناك مأوى فريد من نوعه؛ إنه مأوى الخُرْبات الذي يتكون من 4 منازل عتيقة من القصر رُمِّمت بشكل بديع، ويوفر 10 غرف، ومسبحا، وفضاءات استرخاء ومطاعم، في أجواء مزخرفة ومُزيّنة بعناية فائقة. مأوى منقطع النظير يقدم عروض سياحة مستدامة تحترم البيئة الطبيعية وعادات السكان وتقاليدهم.
تفخر القرية كذلك بمتحف الواحات التراثي الذي يلقي الضوء على معالم الثقافة المحلية. ويعرض بين أروقته تحفا قديمة وأواني وأدوات كانت تستعمل في الحياة اليومية، ومجموعات صور وبطاقات مصورة، وخرائط ورسومات يدوية قديمة وتحفا فنية. ولا تفوتكم زيارة ورشاته حيث يمكنم مشاهدة الحرفيين وهم منهمكون في عملهم، ولم لا، اقتناء قطع فريدة منهم بأسعار معقولة. ويمكن أيضا نقش حناء جميلة كما تقتضي العادة المحلية.
وأما عشاق الاستكشاف، فيمكنهم الخروج إلى واحة فركلى، مشيا أو على متن الدراجات الهوائية. والجدير بالذكر أن قصر الخربات هو نقطة انطلاق ممتازة إلى رحلات نحو عدة أماكن اشتهرت بها الجهة مثل مضايق تودغى، وأغبالو ن كردوس، ووادي غريس، وعين لالة ميمونة…
قصر محفوظ بعناية
بُني قصر الخُربات بكامله بتقنية التربة المدكوكة، وهو يتميز ببوابته المُقوّسة. وهو عبارة عن قرية مُحصنة مستطيلة الشكل يخترقها زقاق مركزي تتفرع عنه ممرات مسدودة تؤدي إلى المساكن. ويبلغ علو المباني 14 م؛ وكل مبنى يضم عدة طوابق بمساحة تتراوح بين 30 و200 م². وهناك أيضا مسجد عند المدخل وساحة عمومية كالعادة. والكل مُحصن بسور سميك، علوه 12 م، وتتخلله 9 أبراج مراقبة.
ومنذ سنة 2002، أطلقت جمعية الخُربات للتراث والتنمية المستدامة برنامجَ ترميم، بدعم من مدرسة المهندسين التقنيين ببرشلونة ( Collège des Architectes Technique de Barcelone) وعدد من المستثمرين الخواص.
يوحي الاسم العربي « قصر الخُربات » أن القصر بُني على يد عرب بني معقِل الذين استقروا بالمنطقة في مستهل القرن الثالث عشر. وقد شهد القصر، الذي يعد قلب واحة فركلى النابض، عدة أحداث طبعت تاريخه.
كان القصر دائما محل تنافس شديد بين قبائل آيت عطا وآيت مرغاد، ولكن سمته السياسية ما فتئت أن تراجعت بعد تشييد مدينة تنجداد سنة 1934 م في عهد الحماية. وهو الآن يستعيد إشعاعه بفضل تطور السياحة البيئية فيه.