تقع مضايق دادس بين بولمان دادس ومسيمير، وهي مكان أسطوري ذو تاريخ حافل وتضاريس متنوعة. ويعود الفضل في تشكّل هذا الموقع الطبيعي الاستثنائي إلى نهر دادس الذي شق طريقه بين كتل جبال الأطلس الكبير. وفي مجراه، يسقي عدة واحات غناء تمتد نحو الجنوب في مشهد بهيج منقطع النظير.
يبلغ طول مضايق دادس 20 كلم، ويتراوح عمقه بين 200 م و500 م، وهي ترسم مناظر طبيعية تحبس الأنفاس، لا شيء يقطعها، تضم كتلا صخرية خمرية وحمراء، وفوارق ارتفاعه شاهقة ووديانه غنّاء تدأب أيادي المزارعين المحليين على الاعتناء بها بلا كلل ولا ملل، واشتهرت ساكنته بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
نزهة أو رحلة، كل على مِنواله
يزخر الموقع بالأماكن والمسارات المواتية للتجول مشيا، يكفي اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة قبل الانطلاق لاستكشافها بلا قيد.
بعد قطع الطريق على متن السيارة، يترجل الجوّابون للتنزه مشيا في المسالك الهادئة المؤدية إلى قلب الوادي. تتميز الطبيعة هنا بجمال أخاذ حيث تزدهر بساتين أشجار اللوز والجوز والنخيل، وشجر الحوْر. وأما هواة المغامرات القوية فسيجدون ضالتهم في المسارات الوعرة بين الأجراف التي يتجاوز ارتفاعها 200 م، وهي فرصة لتأمل أشكال الصخور العذراء التي تبدو وكأن يدا نحتتها بدقة فائقة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أجراف تاملات، حيث تبدو جدرانها على شكل « قوائم » قرد، وهو ما يجعل البعض يطلق عليها لقب « مخ الأطلس ».
تُدرج مضايق دادس في عدة رحلات على متن السيارات الرباعية الدفع 4*4، ومن أشهر هذه الرحلات « رحلة المضايق ـ Gorges – Gorges » التي تتضمن في قائمتها مضايق تودغى كذلك.
رحلات خارجة عن المألوف
الطريق المنعرجة التي تخترق مضايق دادس تستحق هي نفسُها الاستكشاف. فجدرانها المائلة والملونة تجعل من القيادة بين شعابها تجربة غير مسبوقة ولا تُنسى.
ومن علو 2260 م، تتجلى مناظر شاسعة هائلة للتأمل والتفنن في التصوير، حتى أن كل منعرج يكاد يدعوك للتوقف عنده وتأمل جمال الطبيعة الفتان. ولحسن الحظ أن هناك عدة نقط عبر الطريق التي تمر عبر القرى مجهزة بكل ما يلزم لهذا الغرض.
وأما ساعة الغروب، ففيها تكشف مضايق دادس عن كل خبايا جمالها.
ممر تيسضرين الجذاب هو آخر مراحل الرحلة عبر مضايق دادس. ولكن الطريق المتعرجة التي تخترقه تعد من أخطر المنعرجات في العالم. وهذا ما دفع مُصنع السيارات كاديلاك يصور جزءا من حملته الإعلانية « Cadillac ATS Vs The World » سنة 2012. وأكد أعضاء الفريق المتمرس على المنعرجات الخطرة والطرقات الوعرة، أن التصوير كان مُجهِدا ومحفوفا بالمخاطر.